في الجزائر، بلد النفط والغاز، ما زال المواطن يُجبر يوميًا على ركوب حافلات مهترئة تشبه الخردة أكثر مما تشبه وسائل نقل عصرية. مقاعد ممزقة، محركات تتنفس دخانًا أسود، ومكابح كثيرًا ما تخون أصحابها. المفارقة الصادمة أن دولة تُصنَّف من كبار مصدّري الطاقة، تترك أبناءها يتنقلون في وسائل بدائية، لا تليق حتى ببلد فقير بلا موارد.
حادثة واد الحراش الأخيرة ليست سوى جرس إنذار آخر من بين عشرات الحوادث التي تفضح الوضع الكارثي لأسطول النقل العمومي. مواطنون أبرياء يدفعون حياتهم ثمن الإهمال وغياب الرقابة، في وقت تُهدر فيه المليارات على مشاريع ثانوية.
كيف يُعقل أن يعيش الشعب على ثروات طائلة، بينما حياته اليومية معلّقة بحافلات صدئة قديمة أليس من حق المواطن الجزائري أن يركب حافلة آمنة، نظيفة، تليق بكرامته؟ إلى متى سيبقى النقل العمومي في الجزائر عنوانًا للتأخر واللاّمبالاة؟