الملك محمد السادس يحطم احلام الجزائر وغار الجبيلات في مهب الريح

StepMarocAgency
المؤلف StepMarocAgency
تاريخ النشر
آخر تحديث


 في أقصى الحدود الشرقية للمغرب  تبني المملكة سدا يفشل أحلام الرئيس الجزائري  عبد المجيد تبون بأمر من محمد السادس  فمشروع غار الجبيلات الجزائري أصبح من الماضي، وسقطت الجزائر في الفخ المغربي، فحرب المياه تشتعل بين الجارتين فهذا الزمان ليس كحروب بارود او صواريخ  الماضي، بل حرب اقتصادية تشتعل  فالجزائر تخرج من المعادلة، وتسقط مشاريعها الكبرى حتى ولو تكلفت المليارات، ولكن من الجهات الأخرى  هل تتخطى الجزائر الفخ المغربي سد قدوسة في منطقة وادي كير مقابل مشروع غار الجبيلات الكبير وبينهما المصدر المهم للحياة المياه  كل هذا يضيع 1,000,000 بل مليارات الدولارات على الجزائر، فماذا يحدث؟ وما هي قصة تلك المشاريع؟ وكيف سيرغم محمد السادس الرئيس الجزائري تبون على تجرع الهزيمة؟ 


 منجم غار الجبيلات هو حلم الجزائر الأوحد في جنوب شرق ولاية تندوف على بعد 130 كم فقط. يعد هذا أحد أكبر احتياطات خام الحديد في العالم. حيث يحوي على 3.5 مليار طن  من بينها 1.7 مليار طن   قابلة للاستغلال في المرحلة الأولى، الخبراء الاقتصاديون وخبراء المعادن أكدوا أن الغارة هو أحد أكبر الاستثمارات في الحديد منذ استقلال الجزائر. يتوقع أن تبلغ إرادته السنوية نحو عشرة مليارات دولار، وفق بعض التقديرات. بدأ تشغيل الغار في عام 2022، وتشير نتائج عمليات الاستخراج إلى إمكانات واعدة تلبي الطلبة المتصاعد على خام الحديد في السوقين الجزائرية والعالمية، مما يعزز مكانة الجزائر كقوة رائدة على مستوى القارة. 


الغار تم اكتشافه عام 1952 على مساحة تصل إلى 50,000 هكتار على بعد 1650 كيلو مترا من الساحل الغربي و160 كيلو مترا جنوب شرق مدينة تندوف. يتكون منجم غارج الجبيلات من ثلاث مناطق مخصصة للاستغلال غار جبيلات شرق. وغار جبيلة وسط، وغار جبيلات غرب، وتحوي المنطقة الأخيرة على احتياطي يقدر بنحو 1.7 مليار  طن من خام الحديد، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية. يبتعد الموقع عن جميع وسائل النقل المتاحة في الجزائر، لذا قسم التشغيل به بداية عام 2022 حتى الوصول لعام 2040. خلال المرحلة الأولى من المشروع بين عامي 2022 و2025. يخطط لاستخراج ما بين إثنين إلى 3,000,000 طن من خام الحديد سنويا والمناطق الشمالية منها حتى يتم الانتهاء من مشروع السكك الحديدية الجديد بالمنطقة. المرحلة الثانية تنطلق اعتبارا من عام 2026 بعد استكمال خطة السكة الحديدية بالكامل حيث سيستغل المنجم بطاقته القصوى ما يتيح استخراج ما بين 40 إلى 50,000,000 طن سنويا وباستثمارات تصل وعشرة مليارات دولار  وتتوقع الجزائر أن يساهم الغار بتوفير 5000 فرصة عمل، وجلب مئات المليارات للبلاد وفي الجهة المقابلة تأتي منطقة وادي كير وسد قدوسة المغربي. 


منطقة وادي قير


 منطقة وادي قير تقع من أعالي جبال الأطلس المغربية ويتجه نحو الجنوب الغربي للجزائر. وهو نهر متقطع الجريان أو وادي يتدفق عبر مكناس تافيلات والمنطقة الشرقية في جنوب شرق المغرب وولاية بشار في غرب الجزائر كما هو مبين في الصورة أسفله  يمتد النهر إلى الجزائر ويصب الوادي في سد جرف التربة ثم يواصل جريانه مرورا بمنطقة العبادلة حتى يصل إلى إقليم ليلتقي مع وادي زوزفانا ويشكل معا نوادي الساورة هكذا هو مسار هذا النهر ولكن ما هو الرابط بينه وبين غار جبيلات وكيف سيؤثر سد قدوسة على كل هذا بأمر من محمد السادس؟

أحلام تبون في مهب الريح


 الأزمة بين الجزائر وجارتها المغرب لم تكن حول الصحراء المغربية فقط، بل امتدت لميادين مختلفة من بينها المياه على سبيل المثال لا الحصر، بدأت الأزمة فعليا عام 2021 بعد أن افتتح المغرب سد قدوسة بسعة تصل إلى 220,000,000 م3، وهو ما أثار استياء الجزائر. والتي اتهمت الرباط بتعمد تقليص تدفق المياه إلى المناطق الحدودية في الجزائر، ما أثر سلبا على سد الجرف الأصفر أحد أكبر السدود الجزائرية والذي تصل سعته إلى 365,000,000 م3. اتهم مسؤولون في حكومة الجزائر المغرب أنها تقوم بتجفيف المناطق الجزائرية بشكل متعمد. وفقا لتقرير صحيفة لوموند الفرنسية. السلطات في الجزائر لم تكتفي بالتصريحات الغاضبة فقط بل شنت حملات إعلامية واسعة. وحذرت حكومة تبون من حدوث كارثة بيئية تلك الكارثة تنعكس، على حد وصف الحكومة الجزائرية بالسلب تجاه الحياة البرية والمحلية في المنطقة، الرد المغربي جاء حازما ولكن بهدوء حيث إختار  المغرب عدم الرد الرسمي بشكل واضح، مع تأكيدات من مسؤولين مغاربة أن الجزائر أصبحت تسيس كل شيء، واصفا إياها بالهوس المرضي بالمغرب. ولكن كيف سيؤثر سد قدوسة على مشروع غار جبيلات؟


 كما أوضحنا في بداية هذا المقال اتصال غار جبيلات بسلسلة المائية من وادي قير حتى الحدود الجزائرية يعتمد غار جبيلات على المياه بشكل كبير، فمعالجة خام الحديد تتطلب كميات ضخمة من المياه لأنها تشمل عمليات مثل الغسل والفصل المغناطيسي والمعالجة الكيميائية. مشروع غارج الجبيلات ضخم فيجفدا ويخطط لإنتاج عشرات الملايين من الأطنان سنويا وبالتالي، يحتاج إلى إمدادات مائية مستقرة ومضمونة  لكن بعد بناء سد قدوسة زادت كمية المياه التي يحتجزها المغرب من وادي قير من نحو 8,000,000 إلى 30,000,000 م3 سنويا، وهذا يعني أن الكمية التي كانت تتدفق إلى الجزائر انخفضت بشكل كبير، ما أثر على منسوب سد الجرف الأصفر توفر المياه لمنطقة بشار إمدادات المياه اللازمة لمشروع غار جبيلات فالجزائر فعلت نفس الأمر مع تونس، على سبيل المثال. وفقا لعدة مواقع مختلفة، فقد منعت عنها المياه في بعض المواقع الحدودية، وشيدت السدود لتتذوق من نفس الكأس. ويتحكم محمد السادس في تدفق المياه لغار الجبيلات الجزائري. فهل ترى الجزائر قادرة على ضخ المياه من أي مصادر أخرى نحو الغار؟ أم أن الغار سيتأثر بضعف المياه القادمة من المغرب؟ 


تعليقات

عدد التعليقات : 0